الاثنين، يوليو 25، 2011

عليجته قديفه


"عليجته قديفه "

كما في الأفلام السينمائية : حين يوصل البطل حبيبته إلى باب منزلها ، وينتظر منها أن تدعوه إلى فردوسها ، أو تختتم ليلتهم بقبلة هامسة .. انتظرتها ، ونحن عائدون من مكان عملنا فرحين بالعدد الهائل من العلب المعدنية الفارغة الذي جمعناه من مكب النفايات القريب من منازلنا.
قد لا أكون نظيفا بما يكفي لأستحق منها رفقة ( شرعية ) ، لكن قبلة ( لايك ذا ويسبرز ) ستفي بالغرض على أي حال.. منذ أن توفي زوجها – بمرض غريب – وأنا أحاول الزواج من " نظيمة " لكنها ترفض في كل مرة . أظنها تطمح للخروج من هذه القذارة التي نعيش وسطها .. مرة قالت لي أنها : ستوافق على الزواج مني لليلة واحدة فقط ، على أن يكون المقدم : كيسين كبيرين مملوئين بالعلب المعدنية ، وملابس ( أندر وير جديدة ) ، أما المؤخر : فسيكون عبارة عن ( نفر ) كباب بأربعة أسياخ ، وعلبة بيبسي ( فاميلي سايز ) ، على شرط أن أستحم قبلها في ( التركيش باثروم ) لأصبح من صنف ( الأوادم ) بحسب تعبيرها ..
وكان لها ما تريد .. خيّل لي يومها أنني أشبه رشدي أباظة كثيرا ، انبهرت بي هي حين رأتني .. وأنا انبهرت بها أيضا : فلا أدري  كيف أصبحت " نظيمه " تحمل كل هذا الشبه بهند رستم ! .. المهم أننا قضينا يوما كاملا سوية ، و من دون أن نخرج من البيت نهائيا . بعد هذه ( الحادثة ) صرت أتبعها ككلب !.
اليوم وعدتني بقبلة ، مقابل أن أساعدها في ملئ كيسها الثاني بالعلب ، فرائحة المكان أصبحت تصيبها بالغثيان . النفايات ( غنية ) اليوم ، أنها الجمعة ، وهذه المدينة المقدسة متخمة بالأغنياء المتدينين ، الذين يحبون إقامة الولائم العامرة لبعضهم في ليالي الخميس ( المباركة ) ، حيث تسجل علبة البيبسي بعشرة أمثالها ! . بالنسبة لنا هذا اليوم هو أفضل أيام الأسبوع قاطبة ، وبالنسبة لي شخصيا أطلقت على هذا اليوم – من زمان - لقب : كَريت فرايدي !.
أنا الآن بانتظار " نَظَمْ " لتفي بوعدها ، أو تتركني لأقضي ليلتي وحدي بدون طعم قبلتها ، أستمع كعادتي لجوهان سباستيان باخ !
في أمان الله
salehalhamadany@yahoo.com  

هناك تعليقان (2):

  1. المدينة مقدسة .. القبور مقدسة..شيوخها مقدسون..وكل الأحاسيس والإحتياجات الإنسانية محض نجاسة وعفونة !!!!

    ردحذف