الأحد، يوليو 17، 2011

كتابات ، صحيفة يحررها كُتّابها

كتابات ، صحيفة يحررها كُتّابها

هناك تعليق واحد:

  1. " يشوفهم الله "

    كتابات - صالح الحمداني

    كانت زوجة أبي الكبرى سيدة متدينة ، يوم كان التدين يتلخص بتقوى الله وحب الناس .. وكنا نسميها لفرط احترامنا لها : ( أمي الحجية ) لتمييزها عن أمنا الحقيقية التي نسميها : ( أمي ) فقط من دون ألقاب.

    كانت أمي الحجية غاية في الطيبة والتواضع ، وكانت لها عبارة أثيرة ، تقولها – دائما – بحق من يسيئون لها ، أو يظلمونها ، أو يتجاوزون على حق لها ، كانت تقول عنهم : ( يشوفهم الله ) !.

    تذكرت عبارة أمي الحجية هذه ، وأنا أشاهد - من على شاشة ال ( إل سي دي ) خاصتي ذو 32 عقدة والذي اشتريته بالأقساط من محمد المصري – ساستنا وهم يترجلون من عرباتهم الفاخرة والمظللة , والمدرعة بالضرورة ، على ( الرد كاربت ) باتجاه قصر رئيس الجمهورية الذي استقبلهم بالقبلات والقفشات المعهودة ، وهم يرتدون بدلاتهم الصيفية الفاخرة ، وقمصانهم ( الكَلاصية ) البيضاء ، التي تشع نظافة كوجوههم البضة ، المترفة ، الحليقة ، المعطرة . يحثون الخطى نحو طاولة المفاوضات ، كي يتقاسمنا : من باع لنا حلم ( التغيير ) ولم يغير شيئا ، مع من وعدنا ( بالإرادة والبناء ) ولم نرى من إرادته سوى التردد أمام الأمريكان والإيرانيين ، ولم نرى من بنائه سوى الأرصفة والجزرات الوسطية !.

    يشوفهم الله .. ويشوفنه : ونحن نواجه أعلى درجات الحرارة في العالم ، متسلحين بالمبردات الإيرانية الاقتصادية ( أمبيريا )، ومستعينين – بعد الله - بالمولدات الكهربائية المنزلية ، وبمولدة الشارع ، وبالعاكسة الكهربائية ، ومنتظرين لصفقة العدس المعقودة بين وزير التجارة ( البيطري قراط ) و الشركة التركية ، من أجل التمتع بنصف كيلو منه لغرض الشوربة وإعلامنا !.

    في أمان الله

    ردحذف